تقدم القول في موقع إذ في أمثال هذا المقام عند تفسير قوله تعالى:{ وإذ قال ربك للملائكة إنيّ جاعل في الأرض خليفة}[ البقرة: 30] .وموقعها هنا أظهر في أنها غير متعلقة بعامل ،فهي لمجرد الاهتمام بالخبر ولذا قال أبو عبيدة: إذ هنا زائدة ،ويجوز أن تتعلق باذكر محذوفاً ،ولا يجوز تعلقها باصطفى: لأنّ هذا خاص بفضل آل عمران ،ولا علاقة له بفضل آدم ونوح وآل إبراهيم .
وامرأة عمران هي حَنَّة بنت فاقوذا .قيل: مات زوجها وتركها حبلى فنذرت حَبَلَها ذلك محرّراً أي مخلَّصاً لخدمة بيت المقدس ،وكانوا ينذرون ذلك إذا كان المولود ذكراً .وإطلاق المحرّر على هذا المعنى إطلاق تشريف لأنّه لما خلص لخدمة بيت المقدس فكأنّه حُرر من أسر الدنيا وقيودها إلى حرية عبادة الله تعالى .قيل: إنّها كانت تظنّه ذكراً فصدر منها النذر مطلقاً عن وصف الذكورة وإنّما كانوا يقولون: إذا جاء ذكراً فهو محرّر .