إقبال على مخاطبة المؤمنين بأن يشغلوا ألسنتهم بذكر الله وتسبيحه ،أي أن يمسكوا عن مماراة المنافقين أو عن سبّهم فيما يُرجفون به في قضية تزوج زينب فأمر المؤمنين أن يعتاضوا عن ذلك بذكر الله وتسبيحه خيراً لهم ،وهذا كقوله تعالى:{ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً}[ البقرة: 200] ،أي خير من التفاخر بذكر آبائكم وأحسابكم ،فذلك أنفع لهم وأبعد عن أن تثور بين المسلمين والمنافقين ثائرة فتنة في المدينة ،فهذا من نحو قوله لنبيّئه{ ودَعْ أذاهم}[ الأحزاب: 48] ومن نحو قوله:{ ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم}[ الأنعام: 108] ،فأمروا بتشغيل ألسنتهم وأوقاتهم بما يعود بنفعهم وتجنب ما عسى أن يوقع في مضرة .
وفيه تسجيل على المنافقين بأن خوضهم في ذلك بعد هذه الآية علامة على النفاق لأن المؤمنين لا يخالفون أمر ربهم .
والجملة استئناف ابتدائي متصل بما قبله للمناسبة التي أشرنا إليها .
والذكر: ذكر اللسان وهو المناسب لموقع الآية بما قبلها وبعدها .