ثم أمر تعالى بكثرة ذكره ،والعناية بشكره لما من به من هدايته ،إلى نور شريعته حتى ينسى عار الكفر وجاهليته ،بقوله سبحانه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ} أي بما هو أهله من صنوف التحميد والتمجيد{ ذِكْرًا كَثِيرًا} أي يعم الأوقات والأحوال .قال ابن عباس رضي الله عنهما .إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة ،إلا جعل لها حدا معلوما ؛ ثم عذر أهلها في حال العذر .غير الذكر ،فإن الله تعالى لم يجعل له حدا ينتهي إليه .ولم يعذر أحدا في تركه إلا مغلوبا على عقله ،وأمرهم به في الأحوال كلها .فقال تعالى{[6188]}:{ فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم} وقال{[6189]}:{ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} أي بالليل والنهار ،في البر والبحر ،وفي السفر والحضر ،والغنى والفقر ،والسقم والصحة ،والسر والعلانية ،وعلى كل حال .