{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} أي في أول النهار وآخره ،ليسري أثر التسبيح فيهما بقية النهار والليل .لأن ذكره وتسبيحه ،يفيدان تنوير القلوب وقت خلوها عن الأشغال .
قال الزمخشري:والتسبيح من جملة الذكر .وإنما اختصه من بين أنواعه اختصاص جبريل وميكائيل من بين الملائكة ،ليبين فضله على سائر الأذكار ،لأن معناه تنزيه ذاته ،عما لا يجوز عليه من الصفات والأفعال .ومثاله فضله على غيره من الأذكار ،فضل وصف العبد بالنزاهة من أدناس المعاصي ،والطهر من أرجاس المآثم ،على سائر أوصافه ،من كثرة الصلاة والصيام ،والتوافر على الطاعات كلها .ويجوز أن يريد بالذكر وإكثاره .تكثير الطاعات والإقبال على العبادات .فإن كل طاعة وكل خير ،من جملة الذكر .ثم خص من ذلك التسبيح بكرة وأصيلا .وهي الصلاة في جميع أوقاتها .لفضل الصلاة على غيرها .أو صلاة الفجر والعشاءين .لأن أداءها أشق ومراعاتها أشد .