أتبع الكلام على رسل ثلاثة أصحاب الشرائع: نوح وإبراهيم وموسى بالخبر عن ثلاثة أنبياء وما لقوه من قومهم وذلك كله شواهد لتسلية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقوارع من الموعظة لكفار قريش .وابتدىءَ ذكر هؤلاء الثلاثة بجملة{ وإنَّ إلياسَ لَمِنَ المُرسلينَ} لأنهم سواء في مرتبة الدعوة إلى دين الله ،وفي أنهم لا شرائع لهم .وتأكيد إرسالهم بحرف التأكيد للاهتمام بالخبر لأنه قد يغفل عنه إذ لم تكن لهؤلاء الثلاثة شريعة خاصة .و{ إلياس} هو ( إيلياء ) من أنبياء بني إسرائيل التابعين لشريعة التوراة ،وأطلق عليه وصف الرسول لأنه أمر من جانب الله تعالى بتبليغ ملوك إسرائيل أن الله غضب عليهم من أجل عبادة الأصنام ،فإطلاق وصف الرسول عليه مثل إطلاقه على الرسل إلى أهل أنطاكية المذكورين في سورة يس .
و{ إذ} ظرف متعلق ب{ المرسلين} ،أي أنه من حين ذلك القول كان مبلغاً رسالة عن الله تعالى إلى قومه .
وقد تقدم ذكر إلياس في سورة الأنعام ،والمراد بقومه: بنو إسرائيل وكانوا قد عبدوا بَعْلاً معبودَ الكنعانيين بسبب مصاهرة بعض ملوك يهوذا للكنعانيين ولذلك قام إلياس داعياً قومه إلى نبذ عبادة بَعْل الصنم وإفرادِ الله بالعبادة .