وفرعوا على مضمون ردهم عليهم من قولهم:{ بل لم تكونوا مؤمنين} إلى{ قوماً طاغِينَ} قولهم:{ فأغْوَيْناكُمْ} ،أي ما أكرهناكم على الشرك ولكنّا وجدناكم متمسكين به وراغبين فيه فأغويناكم ،أي فأيدناكم في غوايتكم لأنّا كنّا غاوين فسوّلنا لكم ما اخترناه لأنفسنا فموقع جملة{ إنَّا كُنَّا غاوِينَ} موقع العلة .
و« إن » مغنية غناء لام التعليل وفاء التفريع كما ذكرناه غير مرة .
وزيادة{ كنّا} للدلالة على تمكين الغواية من نفوسهم ،وقد استبان لهم أن ما كانوا عليه غواية فأقرّوا بها ،وقد قدمنا عند قوله تعالى في سورة[ المؤمنين: 101]:{ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} أن تساؤلهم المنفي هنالك هو طلب بعضهم مِن بعض النجدة والنصرة وأن تساؤلهم هنا تساؤل عن أسباب ورطتهم فلا تعارض بين الآيتين .