وقوله:{ وءَاخَرُ} صفة لموصوف محذوف دلت عليه الإِشارة بقوله:{ هذا} وضمير{ فليذوقوه} ووصفُ آخر يدل على مغاير .وقوله:{ مِن شَكلِهِ} يدل على أنه مغاير له بالذات وموافق في النوع ،فحصل من ذلك أنه عذاب آخر أو مذوق آخر .
والشَّكل بفتح الشين: المثل ،أي المماثل في النوع ،أي وعذاب آخر غير ذلك الذي ذاقوه من الحميم والغساق هو مثل ذلك المشار إليه أو مثل ذلك الذوق في التعذيب والألم .وأفرد ضمير{ شَكلهِ} مع أن معاده{ حَميمٌ وغسَّاقٌ} نظراً إلى إفراد اسم الإِشارة ،أو إلى إفراد ( مذوق ) المأخوذ من ( يذوقوه ) ،فقوله:{ مِن شكلهِ} صفة ل{ آخر .
والأزواج: جمع زوج بمعنى النوع والجنس ،وقد تقدم عند قوله:{ ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين} في سورة[ الرعد: 3] .
والمعنى: وعذاب آخر هو أزواج أصناف كثيرة .ولما كان اسماً شائعاً في كل مغاير صحّ وصفه ب{ أزواج} بصيغة الجمع .
وقرأ الجمهور:{ وءَاخَرُ} بصيغة الإِفراد .وقرأه أبو عمرو ويعقوب{ وأُخَر} بضم الهمزة جمع أخرى على اعتبار تأنيث الموصوف ،أي وأزواج أخر من شكل ذلك العذاب .