هذا القول متعين لأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم مأموراً بأن يواجه به المشركين الذين كانوا يحاولون النبي صلى الله عليه وسلم أن يترك الدعوة وأن يتابع دينهم .وهما أحد الشقين اللذين وجّه الخطاب السابق إليهما ،وتعيينُ كلّ لما وجّه إليه منطوٍ بقرينة السياق وقرينةِ ما بعده من قوله:{ فاعبدوا ما شِئْتُم من دُونِه}[ الزمر: 15] .
وإعادة الأمر بالقول على هذا للتأكيد اهتماماً بهذا المقول ،وأمّا على الوجه الثاني من الوجهين المتقدمين في المراد من توجيه المطلب في قوله:{ إِني أُمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين}[ الزمر: 11] الآية فتكون إعادة فعل{ قل} لأجل اختلاف المقصودين بتوجيه القول إليهم ،وقد تقدم قول مقاتل: قال كفار قريش للنبيء: ما يحملك على هذا الدين الذي أتيتنا به ألاَ تنظر إلى ملة أبيك وجدك وسادات قومك يعبدون الّلاتَ والعزّى .