الرمي حقيقته قذف شيء من اليد ،ويطلق مجازاً على نسبة خبر أو وصف لصاحبه بالحقّ أو الباطل ،وأكثر استعماله في نسبة غير الواقع ،ومن أمثالهم « رَمتْنِي بِدائها وانْسَلَّتْ » وقال تعالى:{ والذين يرمون المحصنات}[ النور: 4] وكذلك هو هنا ،ومثله في ذلك القذف حقيقة ومجازا .
ومعنى{ يرم به بريئاً} ينسبه إليه ويحتال لترويج ذلك ،فكأنَّه ينزع ذلك الإثم عن نفسه ويرمي به البريء .والبهتان: الكذب الفاحش .وجُعل الرمي بالخطيئة وبالإثم مرتبة واحدة في كون ذلك إثماً مبينا: لأنّ رمي البريء بالجريمة في ذاته كبيرة لما فيه من الاعتداء على حقّ الغير .ودُلّ على عظم هذا البهتان بقوله:{ احتمل} تمثيلاً لحال فاعله بحال عناء الحامل ثِقلا .والمبين الذي يَدلّ كلّ أحدٍ على أنّه إثم ،أي إثماً ظاهراً لا شبهة في كونه إثماً .