جملة{ وإذن لآتيناهم من لدنّا} معطوفة على جواب ( لو ) ،والتقدير: لكان خيراً وأشدّ تثبيتاً ولآتيناهم الخ ،ووجود اللام التي تقع في جواب ( لو ) مؤذن بذلك .وأمّا واو العطف فلوصل الجملة المعطوفة بالجملة المعطوف عليها .وأمّا ( إذَنْ ) فهي حرف جواب وجزاء ،أي في معنى جواب لكلام سبقها ولا تختصّ بالسؤال ،فأدخلت في جواب ( لو ) بعطفها على الجواب تأكيداً لمعنى الجزاء ،فقد أجيبت ( لو ) في الآية بجوابين في المعنى لأنّ المعطوف على الجواب جواب ،ولا يحسن اجتماع جوابين إلاّ بوجود حرف عطف .وقريب ممّا في هذه الآية قول العنبري في الحماسة:
لو كنتُ من مازن لم تستبح إبلي *** بنو اللّقيطة من ذُهل بن شيبانا
إذن لقام بنصري معشر خشـن *** عند الحفيظة إنْ ذو لـوثة لاَنَا
قال المرزوقي: يجوز أن يكون ( إذن لقام ) جواب: ( لو كنتُ من مازن ) في البيت السابق كأنّه أجيب بجوابين .وجعل الزمخشري قوله:{ وإذن لآتيناهم} جواب سؤال مقدّر ،كأنّه: قيل وماذا يكون لهم بعد التثبيت ،فقيل: وإذن لآتيناهم .قال التفتازاني: « على أن الواو للاستئناف » ،أي لأنّ العطف ينافي تقدير سؤال .والحقّ أنّ ما صار إليه في « الكشّاف » تكلّف لا داعي إليه إلاّ التزام كون ( إذن ) حرفاً لِجواب سائل ،والوجه أنّ الجواب هو ما يتلقّى به كلام آخر سواء كان سؤالاً أو شرطاً أو غيرهما .