وأفاد المضارع في قوله:{ تأتيهم} تجدد الإتيان مرة بعد مرة لمجموع تلك الأمم ،أي يأتي لكل أمة منهم رسول ،فجمع الضمير في{ تأتيهم} و{ رسلهم} وجمع الرسل في قوله:{ رسلهم} من مقابلة الجمع بالجمع ،فالمعنى: أن كل أمة منهم أتاها رسول .ولم يؤت بالمضارع في قوله:{ فكفروا} لأن كفر أولئك الأمم واحد وهو الإِشراك وتكذيب الرسل .
وكرر قوله:{ فأخَذَهُمُ الله} بعد أن تقدم نظيره في قوله:{ فأخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِم} الخ إطناباً لتقرير أخذ الله إياهم بكفرهم برسلهم ،وتهويلاً على المنذَرين بهم أن يُساوُوهم في عاقبتهم كما سَاوَوْهم في أسبابها .
وجملة:{ إنَّه قَوِيٌّ شَدِيد العِقَابِ} تعليل وتبيين لأخذ الله إياهم وكيفيته وسرعة أخذه المستفادة من فاء التعقيب ،فالقويّ لا يعجزه شيء فلا يعطل مراده ولا يتريث ،و{ شديد العقاب} بيان لذلك الأخذ على حد قوله تعالى:{ فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر}[ القمر: 42] .