الآية التي بعدها فيها تفصيل لما قيل سابقاً بإيجاز ،بقوله تعالى: ( ذلك بأنّهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا ) .فلم يكن الأمر أنّهم كانوا غافلين ولم يعرفوا الأمر ،ولم يكن كفرهم وارتكابهم الذنوب بسبب عدم إتمام الحجّة عليهم ،فلقد كانت تأتيهم رسلهم تترا ،كما يستفاد من قوله تعالى: ( كانت تأتيهم ) إلاّ أنّهم لم يخضعوا للأوامر الإلهية ،كانوا يحطمون مصابيح الهداية ،ويديرون ظهورهم للرسل ،وكانواأحياناً يقتلونهم !
وحينئذ: ( فأخذهم الله ) وعاقبهم أشدّ العقاب( إنّه قوي شديد العقاب ) .إذ هو في مواطن الرأفة أرحم الراحمين وفي مواضع الغضب أشد المعاقبين .