و{ يومَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُم} بدل من{ يوم يقوم الأشهاد} وهو منصوب على البدلية من الظرف .والمراد بالظالمين: المشركون .والمعذرة اسم مَصْدر اعتَذر ،وتقدم عند قوله تعالى:{ قالوا معذرة إلى ربكم} في سورة[ الأعراف: 164] .
وظاهرُ إضافة المعذرة إلى ضميرهم أنهم تصدر منهم يومئذٍ معذرة يعتذرون بها عن الأسباب التي أوجبت لهم العذاب مثل قولهم:{ ربنا هؤلاء أضلونا}[ الأعراف: 38] وهذا لا ينافي قوله تعالى:{ ولا يؤذن لهم فيعتذرون}[ المرسلات: 36] الذي هو في انتفاء الاعتذار من أصله لأن ذلك الاعتذار هو الاعتذار المأذون فيه ،وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى:{ فيومئذٍ لا تنفع الذين ظلموا معذرتهم} في سورة[ الروم: 57] .
وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وخلف{ لا ينفع} بالياء التحتية لأن الفاعل وهو « معذرة » غير حقيقي التأنيث وللفصل بين الفعل وفاعله بالمفعول .وقرأ الباقون بالتاء الفوقية على اعتبار التأنيث اللفظي .
و{ لَهُمُ اللَّعْنَةُ} عطف على جملة{ لا يَنفَعُ الظالمين معذِرَتُهُم} أي ويوم لهم اللعنة .واللعنة: البعد والطرد ،أي من رحمة الله ،{ ولَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} هي جهنم .وتقديم ( لهم ) في هاتين الجملتين للاهتمام بالانتقام منهم .