الاستثناء في قوله:{ إلا الذي فطرني} استثناء من ( ما تعبدون ) ،و ( ما ) موصولة أي من الذين تعبدونهم فإن قوم إبراهيم كانوا مشركين مثل مشركي العرب .وقد بسطنا ذلك فيما تقدم عند قوله:{ وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتّخذ أصناماً آلهة}[ الأنعام: 74] .
وفرع على هذا قوله:{ فإنه سيهدين} لأن قوله:{ إنني براء مما تعبدون} يتضمن معنى: إنني اهتديت إلى بطلان عبادتكم الأصنام بهدي من الله .وسين الاستقبال مؤذنة بأنه أخبرهم بأن هداية الله إياه قد تمكنت وتستمر في المستقبل ،ويفهم أنها حاصلة الآن بفحوى الخطاب .
وتوكيد الخبر ب ( إنّ ) منظور فيه إلى حال أبيه وقومه لأنهم ينكرون أنه الآن على هدى فهم ينكرون أنه سيكون على هدى في المستقبل .