و{ ثم} للتراخي الرتبي وهو ترقَ من مفاد قوله:{ بل هم في شك يلعبون}[ الدخان: 9] الذي اتصلت به جملة كانت جملة وقد جاءهم رسول مبين} من متعلِّقاتها .
فالمعنى: وقد جاءهم رسول فشكُّوا في رسالته ثم تولّوا عنه وطعنوا فيه ،فالتولّي والطعن حصلا عند حصول الشك واللعب ،ولذلك كانت{ ثم} للتراخي الرتبي لا لتراخي الزمان .ومعنى التراخي الرتبي هنا أن التولي والبهتان أفظع من الشك واللعب .والمعلَّم الذي يعلِّمه غيره ،وقد تقدم عند قوله تعالى:{ ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يُعلِّمه بشر} في سورة النحل ( 103 ) .
والمعنى: أنهم وصفوه مرة بأنه يعلّمه غيره ،ووصفوه مرة بالجنون ،تنقلاً في البهتان ،أو وصفَه فريق بهذا وفريق بذلك ،فالقول موزع بين أصحاب ضمير{ قالوا} أو بين أوقات القائلين .ولا يصح أن يكون قولاً واحداً في وقت واحد لأن المجنون لا يكون معلَّماً ولا يتأثر بالتعليم .