استئناف ابتدائي انتقل به الكلام من وصف عذاب الأثيم إلى وصف نعيم المتقين لمناسبة التضاد على عادة القرآن في تعقيب الوعيد بالوعد والعكس .
والمُقام بضم الميم: مكان الإقامة .والمَقام بفتح الميم: مكان القيام ويتناول المسكن وما يتبعه .وقرأه نافع وابنُ عامر وأبو جعفر بضم الميم .وقرأه الباقون بفتح الميم .
والمراد بالمُقام المكان فهو مجاز بعلاقة الخصوص والعموم .
والأمين بمعنى الآمِن والمراد: الآمن ساكنه ،فوصفه ب{ أمين} مجاز عقلي كما قال تعالى:{ وهذا البلد الأمين}[ التين: 3] .والأمن أكبر شروط حسن المكان لأن الساكن أولُ ما يتطلب الأمن وهو السلامة من المكاره والمخاوف فإذا كان آمناً في منزله كان مطمئن البال شاعراً بالنعيم الذي يناله .