هذه الجملة يجوز أن تكون حالاً من ضمير{ الخراصون}[ الذاريات: 10] وأن تكون استئنافاً بيانياً ناشئاً عن جملة{ قتل الخراصون}[ الذاريات: 10] لأن جملة{ قتل الخراصون} أفادت تعجيباً من سوء عقولهم وأحْوالهم فهو مثار سؤال في نفس السامع يتطلب البيان ،فأجيب بأنهم يسألون عن يوم الدين سؤال متهكمين ،يعنون أنه لا وقوع ليوم الدين كقوله تعالى:{ عمّ يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مختلفون}[ النبأ: 1 3] .
و{ أيّان يوم الدين} مقول قول محذوف دلّ عليه{ يسألون} لأن في فعل السؤال معنى القول .فتقدير الكلام: يقولون: أيان يوم الدين .ولك أن تجعل جملة{ أيان يوم الدين} بدلاً من جملة{ يسألون} لتفصيل إجماله وهو من نوع البدل المطابق .و{ أيّان} اسم استفهام عن زمان فعل وهو في محل نصب مبنيّ على الفتح ،أي متى يوم الدين ،ويوم الدين زمان فالسؤال عن زمانه آيل إلى السؤال باعتبار وقوعه ،فالتقدير: أيان وقوع يوم الدين ،أو حلوله ،كما تقول: متى يوم رمَضان أي متى ثبوته لأن أسماء الزمان حقها أن تقع ظروفاً للأحداث لا للأزمنة .