نظم هذه الآية مثل نظم قوله:{ وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون}[ الذاريات: 38] انتقل إلى العبرة بأمة من الأمم العربية وهم عاد وهم أشهر العرب البائدة .
و{ الريح العقيم} هي: الخليّة من المنافع التي تُرجى لها الرياح من إثارة السحاب وسوقه ،ومن إلقاح الأشجار بنقل غبرة الذكر من ثمار إلى الإِناث من أشجارها ،أي الريح التي لا نفع فيها ،أي هي ضارّة .وهذا الوصف لما كان مشتقاً مما هو من خصائص الإِناث كان مستغنياً عن لحاق هاء التأنيث لأنها يُؤتى بها للفرق بين الصنفين .والعرب يكرهون العقم في مواشيهم ،أي ريح كالناقة العقيم لا تثمر نسلاً ولا دَرًّا ،فوصف الريح بالعقيم تشبيه بليغ في الشؤم ،قال تعالى:{ أو يأتيهم عذاب يوم عقيم}[ الحج: 55] .