/م38
المفردات:
الريح العقيم: التي لا خير فيها لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم .
الرميم: الهالك البالي المتفتت من عظم ونبات وغير ذلك .
التفسير:
41-42:{وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} .
وفي عاد آية حين استكبروا في الأرض بغير الحق ،وقالوا: من أشدّ منا قوة ؟فأرسل الله عليهم ريحا عقيما ،وهي الدَّبور تعصف بكل شيء أراد الله إهلاكه ،وتتركه رميما باليا مفتتا هالكا ،لا يستطاع ترميمه .
روي أن الرّيح كانت تمرّ بالناس فيهم الرجل من عاد ،فتنتزعه من بينهم وتهلكه .
وقد رُوي عن ابن عباس ،وصححه الحاكم: أن الريح العقيم ريح لا بركة فيها ولا منفعة ،ولا ينزل منها غيث ،ولا يلقح بها شجر .
وهذه كانت الدَّبور لما صحَّ من قوله صلى الله عليه وسلم:"نُصرت بالصَّبا ،وأهلكت عاد بالدبور "9 .
وفي سورة الحاقة نجد لوحة مصوّرة تستعرض هلاك عاد بريح عاتية مهلكة ،وكانوا يحفرون الحفرة في الأرض فينزلون فيها ،ويتركون رؤوسهم على السطح لاستنشاق الهواء ،فتأتي الريح فتقطع رؤوسهم ،وتتركهم هلكى كالنخلة التي قطع رأسها ،وتُرك عجزها ولم يبق فيها منفعة أو ثمرة .
قال تعالى:{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ * فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} .( الحاقة: 6-8 )