قرأ الجمهور{ وقوم} بالنصب بتقدير ( اذكر ) ،أو بفعل محذوف يدلّ عليه ما ذكر من القصص قبله ،تقديره: وأهلكنا قوم نوح ،وهذا من عطف الجُمل وليس من عطف المفردات .
وقرأه أبُو عمرو وحمزة والكسائي ويعقوب وخلَف بالجر عطفاً على{ ثمود}[ الذاريات: 43] على تقدير: وفي قوم نوح .
ومعنى{ من قبل} أنهم أهلكوا قبل أولئك فهم أول الأمم المكذبين رسولهم أهلكوا .
وجملة{ إنهم كانوا قوماً فاسقين} تعليل لما تضمّنه قوله:{ وقوم نوح من قبل} .وتقدير كونهم آية للذين يخافون العذاب: من كونهم عوقبوا وأن عقابهم لأنهم كانوا قوماً فاسقين .
وأخر الكلام على قوم نوح لما عرض من تجاذب المناسبات فيما أورد من آيات العذاب للأمم المذكورة آنفاً بما علمته سابقاً .ولذلك كان قوله:{ من قبل} تنبيهاً على وجه مخالفة عادة القرآن في ترتيب حكاية أحوال الأمم على حسب ترتيبهم في الوجود .وقد أومأَ قوله:{ من قبل} إلى هذا ومثله قوله تعالى:{ وأنه أهلك عاداً الأولى وثمودا فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى}[ النجم: 50 52] .