وقرأ الجمهور{ فاكهين} بصيغة اسم الفاعل ،وقرأه أبو جعفر{ فكهين} بدون ألف .
والباء في{ بما آتاهم ربهم} للسببية ،والمعنى: أن ربهم أرضاهم بما يحبون .
واستحضار الجلالة بوصف{ ربهم} للإِشارة إلى عظيم ما آتاهم إذ العطاء يناسب حال المعطي ،وفي إضافة ( رب ) إلى ضميرهم تقريب لهم وتعظيم وجملة{ ووقاهم ربهم عذاب الجحيم} في موضع الحال ،والواو حالية ،أو عاطفة على{ فاكهين} الذي هو حال ،والتقدير: وقد وقاهم ربهم عذاب الجحيم ،وهو حال من المتقين .والمقصود من ذكر هذه الحالة: إظهار التباين بين حال المتقين وحال المكذبين زيادة في الامتنان فإن النعمة تزداد حسن وقع في النفس عند ملاحظة ضدها .
وفيه أيضاً أن وقايتهم عذاب الجحيم عدل ،لأنهم لم يقترفوا ما يوجب العقاب .وأما ما أعطوه من النعيم فذلك فضل من الله وإكرام منه لهم .
وفي قوله:{ ربهم} ما تقدم قُبَيْله .