جملة{ كلوا واشربوا} إلى آخرها مقول قول محذوف في موضع الحال أيضاً ،تقديره: يقال لهم ،أو مقولاً لهم .وهذا القول مقابل ما يقال للمكذبين{ اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون}[ الطور: 16] .
وحذف مفعول{ كلوا واشربوا} لإِفادة النعيم ،أي كلوا كل ما يؤكل واشربوا كلّ ما يشرب ،وهو عموم عرفي ،أي مما تشتهون .
و{ هنيئاً} اسم على وزن فعيل بمعنى مفعول وقع وصفاً لمصدرين لفعلي{ كلوا واشربوا} ،أكلاً وشرباً ،فلذلك لم يؤنث الوصف لأن فعيلاً إذا كان بمعنى مفعول يلزم الإِفراد والتذكير .وتقدم في سورة النساء لأنه سالم مما يكدر الطعام والشراب .
و ( ما ) موصولة ،والباء سببية ،أي بسبب العمل الذي كنتم تعملونه وهو العمل الصالح الذي يومىء إليه قوله:{ المتقين} وفي هذا القول زيادة كرامة لهم بإظهار أن ما أوتوه من الكرامة عوض عن أعمالهم كما آذنت به باء السببية وهو نحو قول من يسدي نعمة إلى المنعم عليه: لا فضل لي عليك وإنما هو مالك ،أو نحو ذلك .