وغشاها: غطاها وأصابها من أعلَى .
و{ ما غشى} فاعل{ غشّاها} ،و{ ما} موصولة ،وجيء بصلتها من مادة وصيغة الفعل الذي أسند إليها ،وذلك لا يفيد خبراً جديداً زائداً على مفاد الفعل .
والمقصود منه التهويل كأنَّ المتكلم أراد أن يبين بالموصول والصلة وصف فاعل الفعل فلم يجد لبيانه أكثر من إعادة الفعل إذ لا يستطاع وصفه .والذي غشاها هو مَطر من الحجارة المحماة ،وهي حجارة بركانية قذفت من فوهات كالآبار كانت في بلادهم ولم تكن ملتهبة من قبل قال تعالى:{ ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء}[ الفرقان: 40] وقال:{ وأمطرنا عليها حجارة من سجيل}[ هود: 82] .وفاضت عليها مياه غمرت بلادهم فأصبحت بحراً ميتاً .
وأفاد العطف بفاء التعقيب في قوله:{ فغشاها} إن ذلك كان بعقب أهوائها .