والمؤتفكة صفة لموصوف محذوف يدل عليه اشتقاق الوصف كما سيأتي ،والتقدير: القرى المؤتفكة ،وهي قرى قوم لوط الأربعُ وهي ( سَدوم ) و ( عُمورة ) و( آدمة ) و ( صبوييم ) .ووصفت في سورة براءة ( 70 ) بالمؤتفِكات لأن وصف جمع المؤنث يجوز أن يجمع وأن يكون بصيغة المفرد المؤنث .وقد صار هذا الوصف غالباً عليها بالغلبة .
وذكرت القرى باعتبار ما فيها من السكان تفنناً ومراعاة للفواصل .
ويجوز أن تكون المؤتفكة هنا وصفاً للأمة ،أي لأمة لوط ليكون نظيراً لذكر عاد وثمود وقوم نوح كما في قوله تعالى:{ وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة} في سورة الحاقة ( 9 ) .والائتفاك: الانقلاب ،يقال: أفكها فاتفكت .والمعنى: التي خسف بها فجعل عاليها سافلها ،وقد تقدم ذكرها في سورة براءة .
وانتصب المؤتفكة} مفعول{ أهوى} أي أسقط أي جعلها هاوية .
والإِهواء: الإِسقاط ،يقال: أهواه فهوَى ،ومعنى ذلك: أنه رفعها في الجو ثم سقطت أو أسقطها في باطن الأرض وذلك من أثر زلازل وانفجارات أرضية بركانية .
ولكون{ المؤتفة} عَلَما انتفى أن يكون بين{ المؤتفكة} و{ أهوى} تكرير .وتقديم المفعول للاهتمام بعبرة انقلابها .