و{ والحب ذو العصف}: هو الحب الذي لنباته سنابل ولها ورق وقصب فيصير تبناً ،وذلك الورق والقصب هو العصف ،أي الذي تعصفه الرياح وهذا وصف لحبّ الشعير والحنطة وبهما قوام حياة معظم الناس وكذلك ما أشبههما من نحو السلت والأرُز .
وسمي العصف عصفاً لأن الرياح تعصفه ،أي تحركه ووصفُ الحب بأنه{ ذو العصف} للتحسين وللتذكير بمنة جمال الزرع حين ظهوره في سنبله في حقوله نظير وصف النخل بذات الأكمام ولأن في الموصوف ووصفه أقوات البشر وحيوانهم .
وقرأ الجمهور{ والحب ذو العصف والريحان} برفع{ الحبُّ} ورفع{ الريحان} ورفع{ ذو} ،وقرأه حمزة والكسائي وخلف برفع{ الحب} و{ ذو} وبجر{ الريحان} عطفاً على{ العصف} .وقرأه ابن عامر بنصب الأسماء الثلاثة وعلامة نصب{ ذا العصف} الألف .وكذلك كتب في مصحف الشام عطفاً على{ الأرض} أو هو على الاختصاص .
و{ الريحانُ}: ما له رائحة ذكية من الأزهار والحشائش وهو فَعْلان من الرائحة ،وإنما سمي به ما له رائحة طيبة .وهذا اعتبار وامتنان بالنبات المودعة فيه الأطياب مثل الورد والياسمين وما يسمى بالريحان الأخضر .