وجعلوا جملة{ إنا لمغرمون} تندماً وتحسراً ،أي تعلمون أن حطم زرعِكُم حرمانٌ من الله جزاء لكفركم ،ومعنى{ مغرمون} من الغرام وهو الهلاك كما في قوله تعالى:{ إن عَذابها كان غراماً}[ الفرقان: 65] .وهذا شبيه بما في سورة القلم من قوله تعالى:{ فلما رأوها قالوا إنا لضالّون إلى قوله: إنا كنا طاغين}[ القلم: 26 31] .
فتحصل أن معنى الآية يجوز أن يكون جارياً على ظاهر مادة فعل{ تفكهون} ويكون ذلك تهكماً بهم حملاً لهم على معتاد أخلاقهم من الهزْل بآيات الله ،وقرينة التهكم ما بعده من قوله عنهم{ إنا لمغرمون بل نحن محرومون} .
ويجوز أن يكون محمل الآية على جعل{ تفكهون} بمعنى تندمون وتحزنون ،ولذلك كان لفعل{ تفكهون} هنا وقع يعوضه غيره .
وجملة{ إنا لمغرمون} مقول قول محذوف هو حال من ضمير{ تفكهون} .
وقرأ الجمهور{ إنا لمغرمون} بهمزة واحدة وهي همزة ( إنّ ) ،وقرأه أبو بكر عن عاصم{ أإنا} بهمزيتن همزة استفهام وهمزة ( إنِ ) .