وقوله:( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) اختلف أهل التأويل في معناه، فقال بعضهم:إنا لمولع بنا.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال:ثنا يزيد بن الحباب قال:أخبرني الحسين بن واقد، قال:ثني يزيد النحويّ عن عكرِمة، في قول الله تعالى ذكره ( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) قال:إنا لمولع بنا.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال:ثنا ابن ثور، عن معمر، قال:قال مجاهد في قوله:( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) أي لمولع بنا.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:إنا لمعذّبون.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال:ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة ( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ):أي معذّبون.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:إنا لملقون للشرّ.
* ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال:ثنا أبو عاصم، قال:ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال:ثنا الحسن، قال:ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( إِنَّا لَمُغْرَمُونَ ) قال:مُلْقون للشرّ.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال:معناه:إنا لمعذّبون، وذلك أن الغرام عند العرب:العذاب، ومنه قول الأعشى:
يُعــاقِبْ يَكُــنْ غَرَامـا وَإنْ يعـط
جَــــزيلا فإنَّـــهُ لا يُبـــالي (3)
يعني بقوله:يكن غرامًا:يكن عذابًا. وفي الكلام متروك اكتفى بدلالة الكلام عليه، وهو:فظلتم تفكهون "تقولون "إنا لمغرمون، فترك تقولون من الكلام لما وصفنا.