ثم فسر ذلك بقوله:( إنا لمغرمون بل نحن محرومون ) أي:لو جعلناه حطاما لظلتم تفكهون في المقالة ، تنوعون كلامكم ، فتقولون تارة:( إنا لمغرمون ) أي:لملقون .
وقال مجاهد ، وعكرمة:إنا لمولع بنا ، وقال قتادة:معذبون . وتارة تقولون:بل نحن محرومون .
وقال مجاهد أيضا:( إنا لمغرمون ) ملقون للشر ، أي:بل نحن محارفون ، قاله قتادة ، أي:لا يثبت لنا مال ، ولا ينتج لنا ربح .
وقال مجاهد:( بل نحن محرومون ) أي:مجدودون ، يعني:لا حظ لنا .
قال ابن عباس ، ومجاهد:( فظلتم تفكهون ):تعجبون . وقال مجاهد أيضا:( فظلتم تفكهون ) تفجعون وتحزنون على ما فاتكم من زرعكم .
وهذا يرجع إلى الأول ، وهو التعجب من السبب الذي من أجله أصيبوا في مالهم . وهذا اختيار ابن جرير .
وقال عكرمة:( فظلتم تفكهون ) تلاومون . وقال الحسن ، وقتادة ، والسدي:( فظلتم تفكهون ) تندمون . ومعناه إما على ما أنفقتم ، أو على ما أسلفتم من الذنوب .
قال الكسائي:تفكه من الأضداد ، تقول العرب:تفكهت بمعنى تنعمت ، وتفكهت بمعنى حزنت .