وشجرة النار: هي جنس الشجر الذي فيه حُرَّاق ،أي ما يقتدح منه النار وهو شجر الزَّنْد أو الزِّنَاد وأشجار النار كثيرة منها المَرْخ ( بفتح فسكون ) والعَفار ( بفتح العين ) والعُشَر ( بضم ففتح ) والكَلْخ ( بفتح فسكون ) ومن الأمثال « في كل شجر نار ،واستَمْجَدَ المَرْخُ والعفار » أي أكثر من النار .
و{ تُورُون}: مضارع أورى الزَّنْد إذا حكَّه بمثله يستخرج منه النار كانوا يضعون عوداً من شجر النار ويحكّونه من أعلاه بعود مثله فتخرج النار من العود الأسفل ويسمى العُودُ الأعلى زَنداً ( بفتح الزاي وسكون النون ) وزناداً ( بكسر الزاي ) ويسمى الأسفل زَندة بهاء تأنيث في آخره ،شبّهوا العود الأعلى بالفحل وشبهوا العود الأسفل بالطروقة وقد تابع ذو الرمة هذا المعنى في وصفه الاقتداح للنار فقال على شبه الإِلغاز:
وسِقطٍ كعين الديك عاورتُ صاحبي *** أبَاهـــا وهيَّأْنا لموقعها وكْرا
مشهَّرة لا تُمكنُ الفحلَ أُمَّهــــا *** إذا نَحن لم نمسك بأطرافها قسرا
وحذف العائد على الموصول لأن ضمير النصب يكثر حذفه من الصلة ،وتقديره: التي تورونها .
وتعدية{ تورون} إلى ضمير{ النار} تعدية على تقدير مضاف ،أي تورون شجرتها كما دل عليه قوله:{ أأنتم أنشأتم شجرتها} ،وقد شاع هذا الحذف في الكلام فقالوا: أورى النار كما قالوا: أورى الزناد .
وجملة{ أأنتم أنشأتم شجرتها} الخ بيان لجملة{ أفرأيتم النار} الخ كما تقدم في قوله:{ أأنتم تخلقونه}[ الواقعة: 59] .