وقوله:{ فليس له اليوم ههنا حميم} من تمام الكلام الذي ابتدىء بقوله{ خذوه ،} وتفريع عليه .
والمقصود منه أن يسمعه من أوتي كتابه بشماله فييأس من أن يجد مدافعاً يدفع عنه بشفاعة ،وتنديمٌ له على ما أضاعه في حياته من التزلف إلى الأصنام وسدنتها وتمويههم عليه أنه يجدهم عند الشدائد وإلمام المصائب .وهذا وجه تقييد نفي الحميم ب{ اليوم} تعريضاً بأن أحِمَّاءهم في الدنيا لا ينفعونهم اليوم كما قال تعالى:{ ثم نقول للذين أشركوا أيْن شركاؤكم الذين كنتم تزعمون}[ الأنعام: 22] وقوله عنهم{ فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا}[ الأعراف: 53] وغير ذلك مما تفوق في آي القرآن .
فقوله{ له} هو خبر{ ليس} لأن المجرور بلام الاختصاص هو محط الأخبار دون ظرف المكان .وقوله:{ ههنا} ظرف متعلق بالكون المنوي في الخبر بحرف الجر .وهذا أولى من جعل{ ههنا} خبراً عن{ ليس} وجعل{ له} صفةً ل{ حميم} إذ لا حاجة لهذا الوصف .
والحَميم: القريب ،وهو هنا كناية عن النصير إذ المتعارف عند العرب أن أنصار المرء هم عشيرته وقبيلته .