{فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ} لأنه لم ينطلق في علاقاته من أجواء التقوى التي تمتد في طبيعتها من الدنيا إلى الآخرة ،فلم يكن في موقع الاحترام للمتقين أو في مجال التعاطف معهم ،بل كانت كل علاقاته مع الكافرين المستكبرين من أمثاله ،الذين لا يرتبطون ببعضهم البعض بقاعدةٍ قويّةٍ ثابتةٍ ،في ما هو التوافق الفكري والروحي ،بل ينطلق الارتباط من المصالح المتبادلة القائمة على النفاق والخداع ومحاولة كل واحدٍ منهم استغلال الآخر بعلاقاتٍ لا تمثل امتداداً حتى في الدنيا ،لأنها تخضع للأوضاع الطارئة التي تذهب سريعاً ،وقد تنقلب إلى عداوةٍ في الآخرة عندما تتحول المسألة إلى مسؤولية يحمّلها أحدهم للآخر في ما يمكن أن يترك تأثيره عليه في حسابات الآخرة .وهكذا يبرز الكافر وحده ،في ما يواجهه من مصيره الأسود ،