والقاسط: اسم فاعل قسط من باب ضَرب قَسْطاً بفتح القاف وقسوطاً بضمها ،أي جار فهو كالظلم يراد به ظلم المرء نفسه بالإِشراك .وفي « الكشاف »: أن الحجاج قال لسعيد بن جبير حين أراد قتله ما تقول فيَّ ؟قال: قَاسط عَادِل ،فقال القومُ: مَا أحسَنَ ما قالَ حسبوا أنه وصفه بالقِسط ( بكسر القاف ) والعدل ،فقال الحجاج: يا جَهلة إنه سمّاني ظالماً مشركاً وتلا لهم قوله تعالى:{ وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} وقولَه تعالى:{ ثم الذين كفروا بربّهم يعدلون}[ الأنعام: 1] اه .
وشبه حلول الكافرين في جهنم بحلول الحطب في النار على طريقة التمليح والتحقير ،أي هم لجهلهم كالحطب الذي لا يعقل كقوله تعالى:{ فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة}[ البقرة: 24] .
وإقحام فعل ( كانوا ) لتحقيق مصيرهم إلى النّار حتى كأنهم كانوا كذلك من زمن مضى .