( وأمّا القاسطون فكانوا لجهنم حطباً ) .
الملاحظ في الآيات أن كلمة «المسلم » جاءت مقابل كلمة «الظالم » ،وإشارة إلى أن ما يقي الإنسان من الظلم هو الإيمان ،وإذا لم يكن الفرد مؤمناً فإنّه سوف يظلم بأي شكل من الأشكال ،وكذا تشير إلى أنّ المؤمن الحقيقي هو المؤمن الذي لا يظلم ،كما في حديث النّبي الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم ): «المؤمن من آمنه الناس على أنفسهم وأموالهم »{[5499]} .
وجاء في حديث آخر عنه( صلى الله عليه وآله وسلم ): «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده »{[5500]} .
والتعبير ب ( تحروا رشداً ) يشير إلى أنّ المؤمنين إنّما يتوجهون إلى الهدى بالتحقيق والتوجه الصادق ،وليس بالغفلة والإغماض ،وجزاءهم الأوفى هو نيلهم الحقائق التي بظلها ينالون النعم الإلهية ،والظالمون هم في أسوأ حال ،حيث إنّهم حطب لجهنم ،أي أنّ النار تلتهب في أعماق وجودهم .