{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ} الجائرون العادلون عن الحق ،الذين ابتعدوا عن الله ،وأسلموا حياتهم كلها للشيطان ،ليعبث فيها ما شاءت له الشيطنة أن يعبث ،وليبتعد بالإنسان عن الإيمان بالرسالات ،وليدفعه إلى التمرد على الله وعلى رسله ،{فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً} لأن ذلك هو الجزاء العادل للكافرين الذين أقام الله عليهم الحجة في مسألة الإيمان ،فتمردوا عليها وساروا في خط الضلال ،وهذه هي مشكلة الذين عاشوا في حياتهم عقلية الخضوع للآخرين في التلاعب بوجودهم وبأفكارهم ومشاعرهم ،ما جعلهم يعيشون الذهنية الحطبية التي تجعلهم وقوداً لكل نارٍ يريد الآخرون أن يشعلوها ليحرقوا بها خصومهم ،أو ليحرقوهم بها في الدنيا والآخرة .