قرأ الجمهور ووافقهم أبو جعفر بكسر همزة{ وإنهم} .وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وحفص وخلف بفتح الهمزة على اعتبار ما تقدم في قوله تعالى:{ وإنه تعالى جدّ ربنا}[ الجن: 3] .
والمعنى: أن رجالاً من الإِنس ظنّوا أن الله لا يبعث أحداً ،أو وأنا آمنا بأنهم ظنّوا كما ظننتم الخ ،أي آمنا بأنهم أخطأوا في ظنهم .
والتأكيد ب ( إن ) المكسورة أو المفتوحة للاهتمام بالخبر لغايته .والبعث يحتمل بعث الرسل ويحتمل بعث الأموات للحشر ،أي حصل لهم مثلما حصل لكم من إنكار الحشر ومن إنكار إرسال الرسل .
والإِخبار عن هذا فيه تعريض بالمشركين بأن فساد اعتقادهم تجاوز عالم الإِنس إلى عالم الجن .
وجملة{ كما ظننتم} معترضة بين{ ظنوا} ومعموله ،فيجوز أن تكون من القول المحكي يقول الجن بعضهم لبعض يُشبّهون كفارهم بكفار الإِنس .
ويجوز أن تكون من كلام الله تعالى المخاطب به المشركون الذي أمر رسوله بأن يقوله لهم ،وهذا الوجه يتعين إذا جعلنا القول في قوله تعالى:{ فقالوا إنا سمعنا}[ الجن: 1] عبارة عما جال في نفوسهم على أحد الوجهين السابقين هنالك .
و{ أنْ} من قوله:{ أن لن يبعث} مخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف .
وجملة{ لن يبعث الله أحداً} خبره .والتعبير بحرف تأبيد النفي للدلالة على أنهم كانوا غير مترددين في إحالة وقوع البعث .