والحُمر: جمع حمار ،وهو الحمار الوحشي ،وهو شديد النفار إذا أحس بصوت القانص وهذا من تشبيه المعقول بالمحسوس .
وقد كثر وصف النفرة وسرعة السير والهَرب بالوحش من حُمرٍ أو بقرِ وحش إذا أحسسنَ بما يرهبنه كما قال لبيد في تشبيه راحلته في سرعة سيرها بوحشية لحقها الصياد:
فتوجَّسَت رِزّ الأنيس فراعَها *** عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأنيسُ سَقَامها
وقد كثر ذلك في شعر العرب في الجاهلية والإِسلام كما في معلقة طرفة ،ومعلقة لبيد ،ومعلقة الحارث ،وفي أراجيز الحجَّاج ورؤيَة ابنهِ وفي شعر ذي الرمة .
والسين والتاء في{ مستنفرة} للمبالغة في الوصف مثل: استكمل واستجاب واستعجب واستسخر واستخرج واستنبط ،أي نافرة نفاراً قوياً فهي تعدو بأقصى سرعة العدو .
وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر{ مستنفَرة} بفتح الفاء ،أي استنفرها مستنفر ،أي أنفرها ،فهو من استنفره المتعدي بمعنى أنفره .وبناء الفعل للنائب يفيد الإِجمال ثم التفصيل بقوله:{ فَرَّت من قَسْوَرة} .
وقرأها الجمهور بكسر الفاء ،أي استنفرت هي مثل: استجاب ،فيكون جملة فرّت من قسورة} بياناً لسبب نفورها .
وفي « تفسير الفخر » عن أبي علي الفارسي قال محمد بن سلام: سألت أبا سوار الغَنَوِي وكان أعرابياً فصيحاً فقلت: كأنهم حُمُر مَاذا فقال: مستنفَرة: بفتح الفاء فقلت له: إنما هو فَرَّت من قسورة .فقال: أفرَّتْ ؟قلت: نعم ،قال: فمستنفِرة إِذَنْ فكسَرَ الفاء .