تفريع للتعجيب من إصرارهم على الإِعراض عن ما فيه تذكرة على قوله:{ وما هي إلاّ ذِكْرى للبشر}[ المدثر: 31] .
وجيء باسم التذكرة الظاهر دون أن يؤتى بضمير نحو: أن يقال: عنها معرضين ،لئلا يختص الإِنكار والتعجيب بإعراضهم عن تذكرة الإِنذار بسقَر ،بل المقصود التعميم لإِعراضهم عن كل تذكرة وأعظمها تذكرة القرآن كما هو المناسب للإِعراض قال تعالى:{ إنْ هو إلاّ ذِكْر للعالمين}[ التكوير: 27] .
و{ ما لهم} استفهام مستعمل في التعجيب من غرابة حالهم بحيث تجدر أن يستفْهِم عنها المستفهِمُون وهو مجاز مرسل بعلاقة الملازمة ،و{ لهم} خبر عن ( ما ) الاستفهامية .والتقدير: ما ثبت لهم ،و{ معرضين} حال من ضمير{ لهم} ،أي يستفهم عنهم في هذه الحالة العجيبة .
وتركيب: ما لَكَ ونحوهُ ،لا يخلو من حال تلحق بضميره مفردةٍ أو جملة نحو{ ما لك لاَ تأمنّا على يوسف} في سورة يوسف ( 11 ) .وقوله تعالى:{ فما لهم لا يؤمنون} في سورة الانشقاق ( 20 ) .وقوله:{ ما لكم كيف تحكمون} في سورة الصافات ( 154 ) وسورة القلم ( 36 ) .و{ عن التذكرة} متعلق ب{ معرضين .
وشُبهتْ حالة إعراضهم المتخيَّلة بحالة فرار حُمُر نافرة مما ينفرها .