شبههم في إعراضهم ونفورهم عن القرآن بحمر رأت الأسد أو الرماة ففرت منه وهذا من بديع القياس والتمثيل ، فإن القوم في جهلهم بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم كالحمر وهي لا تعقل شيئا . فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت منه أشد النفور . وهذا غاية الذم لهؤلاء . فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه سعادتهم وحياتهم . كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها .
وتحت ( المستنفرة ) معنى أبلغ من النافرة . فإنها لشدة نفورها قد استنفر بعضها بعضا وحضه على النفور . فإن في الاستفعال من الطلب قدرا زائدا على الفعل المجرد . كأنها تواصت بالنفور وتواطأت عليه .
ومن قرأها بفتح الفاء:فالمعنى:أن القسورة استنفرها ، وحملها على النفور ببأسه وشدته .