{فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} ما هو السبب الذي يمنعهم من الإِقبال على الحقائق الفكرية ،المتصلة بعقيدة التوحيد وباليوم الآخر ،من خلال الآيات القرآنية التي بلّغها الرسول( ص ) ،لتفتح عقولهم على آفاق الحق ،ليتذكروا وليفكروا ،ليتعرفوا على عمق الفكر الذي يقودهم إلى سلامة المصير ؟!
إنه السؤال الذي يطرح نفسه على كل واقع الغفلة المطبقة على عقول الناس الذين يرفضون أيّة تذكرة تنقذهم منها .هل هي الألفة التي عاشوها في داخلهم لعقائدهم الضالّة ،فلا يطيقون الابتعاد عنها ،أو هي الامتيازات الذاتية أو الطبقية التي حصلوا عليها في مواقعهم الاجتماعية ،فيخافون من زوالها إذا انفتحوا على الإيمان بالله ،أو هي حالة التخلّف الفكري والانحطاط الروحي اللذين يمنعانهم من الدخول في حالة الوعي الجديدة ،المنفتحة على المسؤولية الفكرية والروحية في مضمون الرسالة الجديدة ،فلا يجدون أمامهم إلا النوافذ المغلقة ؟؟!إنها مشكلة الإنسان البعيد عن الحق في كل زمان ومكان .