والظليل: القوي في ظِلاله ،اشتق له وصف من اسمه لإفادة كماله فيما يراد منه مثل: لَيْلٌ ألْيَلُ ،وشِعْرٌ شَاعِرٌ ،أي ليس هو مثل ظل المؤمنين قال تعالى:{ ونُدخلهم ظِلاًّ ظليلاً}[ النساء: 57] .وفي هذا تحسير لهم وهو في معنى قوله تعالى:{ وظِلَ من يَحموم لا بَارِد ولا كريم}[ الواقعة: 43 ،44] .
وجُرّ{ ظليل} على النعت ل{ ظل} ،وأقحمت{ لا} فصارت من جملة الوصف ولا يظهر فيها إعراب كما تقدم في قوله تعالى:{ إنها بقرةٌ لاَ فَارض ولا بِكْر}[ البقرة: 68] وشأن{ لا} إذا أدخلت في الوصف أن تكرر فلذلك أعيدت في قوله:{ ولا يغني من اللهب} .
والإِغناء: جعل الغير غنياً ،أي غير محتاج في ذلك الغرض ،وتعديته ب ( مِن ) على معنى البدلية أو لتضمينه معنى: يُبعد ،ومثله قوله تعالى:{ وما أُغني عنكم من الله مِنْ شيء}[ يوسف: 67] .وبذلك سلب عن هذا الظل خَصائص الظلال لأن شأن الظل أن ينفس عن الذي يأوي إليه أَلَم الحر .