ثمّ يقول تعالى: ( لا ظليل ولا يغني من اللهب ) فليس في هذا الظل راحة ،ولا يمنع من الاحتراق بالنّار لأنّه نابع من النّار .
وربّما كان التعبير ب ( ظل ) سبباً لتصور وجود الظل الذي يخفف من حرارة النّار ،ولكنّ هذه الآية تنفي هذا التصور وتقول: ليس هذا الظل كما تتصورون ،أنّه ظل محرق وخانق ،وناتج من دخان النّار الغليظ الذي يعكس حرارة اللهب بصورة كاملة{[5685]} ويشهد على هذا الحديث قوله تعالى في سورة الواقعة حول أصحاب الشمال: ( في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم ){[5686]} .
وقيل: إنّ هذه الشعب الثلاث هي انعكاس للتكذيبات الثلاثة لأساس الدين ،وهي التوحيد والنبوّة والمعاد ،لأنّ تكذيب المعاد لا ينفصل عن التكذيب بالنبوّة والتوحيد ،وقيل ،إنّها إشارة إلى مبادئ الذنوب الثلاثة: القوّة الغضبية والشهوية والوهمية ،نعم ،إنّ ذلك الدخان المظلم تجسيد لظلمات الشهوات .