يقول تعالى: ( انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) ،انطلقوا إلى جهنّم التي طالما كنتم تستهزئون بها ،توجهوا إلى أنواع العذاب التي هيئتموها بأعمالكم السيئة .
( انطلقوا ): من مادة ( انطلاق ) وهو الانتقال من غير مكث ،ويظهر منه كذلك الحرية المطلقة ،وهذا في الحقيقة توضيح لحالهم في عرصة المحشر إذ يوقفوهم للحساب مدّة طويلة ،ثمّ يتركونهم ويقال لهم: انطلقوا إلى جهنّم من غير مكث أو توقف .ومن الممكن أن يكون المتكلم هنا هو الله تعالى ،أو ملائكة العذاب ،وعلى كلّ حال فإنّه سياق ممزوج بالتوبيخ الشديد الذي يعتبر بحدّ ذاته عذاباً مؤلماً .
ثمّ يعمد إلى مزيد من التوضيح حول هذا العذاب ،فيقول سبحانه:( انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب ): توجهوا نحو ظلّ من دخان خانق له ثلاث شعب: شعبة من الأعلى ،وشعبة من الجهة اليمنى ،وشعبة من الجهة اليسرى ،وعلى هذا الأساس فإنّ دخان النّار المميت هذا يحيط بهم من كل جانب ويحاصرهم .