والفاء في قوله:{ فأما من طغى} رابطة لجواب ( إذا ) لأن جملة{ من طغى} إلى آخرها جملة اسمية ليس فيها فعل يتعلق به ( إذا ) فلم يَكن بين ( إذا ) وبين جوابها ارتباط لفظي فلذلك تُجلب الفاء لربط الجواب في ظاهر اللفظ ،وأما في المعنى فيعلم أن ( إذا ) ظرف يتعلق بمعنى الاستقرار الذي بين المبتدأ والخبر .
و ( أمَّا ) حرف تفصيل وشرط لأنها في معنى: مَهما يكن شيء .
والطغيان تقدم معناه آنفاً .والمراد هنا: طغى على أمر الله ،كما دل عليه قوله:{ وأما من خاف مقام ربه} .
وقُدّم ذكر الطغيان على إيثار الحياة الدنيا لأن الطغيان من أكبر أسباب إيثار الحياة الدنيا فلما كان مسبباً عنه ذكر عقبه مراعاة للترتب الطبيعي .