وفي الآيات الثلاثة التالية ،يشير القرآن إلى حال المجرمين والطغاة يوم القيامة: ( فأمّا مَن طغى وآثر الحياة الدنيا فإنّ الجحيم هي المأوى ){[5784]} .
والآية الأولى تشير إلى فساد عقائد الطغاة ،لأنّ الطغيان ينشأ من الغرور ،والغرور من نتائج عدم معرفة الباري جّل شأنه .
وبمعرفة عظمة وجلال اللّه يتصاغر الإنسان ويتصاغر حتى يكاد لا يرى لنفسه أثراً ،وعندها سوف لن تزل قدمه عن جادة العبودية الحقة ،ما دام سلوكه يصب في رافد معرفة اللّه .
والآية الثانية تشير إلى فسادهم العملي ،لأنّ الطغيان يوقع الإنسان في شراك اللذائذ الوقتية الفانية ذروة الطموح ومنتهى الأمل ،فينساق واهماً لأنّ يجعلها فوق كلّ شيء !
والأمران في واقعهما كالعلة والمعلول ،فالطغيان وفساد العقدة مفتاح فساد العمل وحبّ الدنيا المفرط ،ولا يجران إلاّ إلى سوء عقبى الدار ،نار جهنّم خالدين فيها أبداً .
وعن أمير المؤمنين علي( عليه السلام ) ،أنّه قال: «ومَنْ طغى ضل على عمل بلا حجّة »{[5785]} ،فالغرور يُرى صاحبه الهوى حقّ: على الرغم من عدم امتلاكه الدليل أو الحجّة ،وبالرغم من مخالفة المنطق له !.
/خ41