و{ يوم يفر المرء من أخيه} بدل من{ إذا جاءت الصاخة} بدلاً مطابقاً .
والفرار: الهروب للتخلص من مُخيف .
وحرف ( من ) هنا يجوز أن يكون بمعنى التعليل الذي يُعدّى به فعل الفرار إلى سبب الفرار حين يقال: فَرّ من الأسد ،وفرّ من العدو ،وفرّ من الموت ،ويجوز أن يكون بمعنى المجاوزة مثل ( عن ) .
وكون أقرب الناس للإِنسان يفرّ منهم يقتضي هولَ ذلك اليوم بحيث إذا رأى ما يحل من العذاب بأقرب الناس إليه توهم أن الفرار منه يُنْجِيه من الوقوع في مثله ،إذ قد علم أنه كان مماثلاً لهم فيما ارتكبوه من الأعمال فذكرت هنا أصناف من القرابة ،فإن القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة وحرص على سلامة صاحبها وكرامته .والألفَ يحدث في النفس حرصاً على الملازمة والمقارنة .وكلا هذين الوجدانين يصد صاحبه عن المفارقة فما ظنك بهول يغْشَى على هذين الوجدانين فلا يَترك لهما مجالاً في النفس .