ووُصِفَتْ عادٌ ب{ ذات العماد} ،و{ ذاتُ} وصْف مؤنث لأن المراد بعاد القبيلة .
والعمادُ: عُود غليظ طويلٌ يُقام عليه البيت يركز في الأرض تقام عليه أثواب الخيمة أو القبة ويسمى دَعامةً ،وهو هنا مستعار للقوة تشبيهاً للقبيلة القوية بالبيت ذات العماد .
وإطلاق العِماد على القوة جاء في قول عمرو بن كلثوم "
ونَحن إذا عِمَادُ الحَيِّ خَرَّت *** على الأحْفاض نَمنع من يَلِينا
ويجوز أن يكون المراد ب{ العماد} الأعلام التي بنوْها في طرُقهم ليهتدي بها المسافرون المذكورةَ في قوله تعالى:{ أتبنون بكل ريع آية تعبثون}[ الشعراء: 128] .
ووُصفت عاد ب{ ذات العماد} لقوتها وشدتها ،أي قد أهلك الله قوماً هم أشد من القوم الذين كذبوك قال تعالى:{ وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم}[ محمد: 13] وقال:{ أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة}[ غافر: 21] .
و{ التي}: صادق على « عاد » بتأويل القبيلة كما وصفت ب{ ذات العماد} والعرب يقولون: تَغلِبُ ابنةُ وائل ،بتأويل تغلب بالقبيلة .