وانتصب{ يتيماً} على المفعول به ل{ إطعام} الذي هو مصدر عامل عمل فعله وإعمالُ المصدر غيرِ المضاف ولا المعرّففِ باللام أقيس وإن كان إعمال المضاف أكثرَ ،ومنع الكوفيون إعمالَ المصدر غير المضاف .
ومَا ورد بعدَه مرفوع أو منصوب حملوه على إضمار فعل من لفظ المصدر ،فيقدر في مثل هذه الآية عندهم « يطعم يتيماً » .
واليتيم: الشخص الذي ليس له أب ،وهو دون البلوغ .ووجه تخصيصه بالإِطعام أنه مظنة قلة الشبع لصغر سنه وضعف عمله وفقد من يعوله ولحيائه من التعرض لطلب ما يحتاجه .فلذلك رغب في إطعامه وإن لم يصل حد المسكنة والفقر ووصف بكونه{ ذا مقربة} أي مقربة من المطعِم لأن هذا الوصف يؤكد إطعامه لأن في كونه يتيماً إغاثة له بالإِطعام ،وفي كونه ذَا مقربة صلة للرحم .
والمَقْرَبة: قرابة النسب وهو مصدر بوزن مَفْعَلة مثل ما تقدم في{ مسغبة} .