وجملة:{ أيحسب أن لم يره أحد} بدل اشتمال من جملة{ يقول أهلكت مالاً} لأن قوله{ أهلكت مالاً لبداً} يصدر منه وهو يحسب أنه راجَ كذبُه ،على جميع الناس وهو لا يخلو من ناس يطلعون على كذبه قال زهير:
ومهْما تكنْ عند امرىء مِن خليقة *** وإنْ خالها تَخفى على الناسِ تُعْلَمِ
والاستفهام إنكار وتوبيخ وهو كناية عن علم الله تعالى بدخيلته وأن افتخاره بالكرم باطل .
و{ لبداً} بضم اللام وفتح الموحدة في قراءة الجمهور وهو جمع لُبدة بضم اللام وهي ما تلبد من صوف أو شعر ،أي تجمع والتصق بعضه ببعض وقرأه أبو جعفر{ لبَّداً} بضم اللام وتشديد الباء على أنه جمع لاَبِدٍ بمعنى مجتمع بعضُه إلى بعض مثل: صُيَّم وقُوَّم ،أو على أنه اسم على زنة فُعَّل مثل زُمَّل للجَبان وجُبَّإ للضعيف .