ثم أكد هذا المعنى والحبس بقوله:{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا} قال ابن عباس رضي الله عنهما:منعهم عن الهدى لما سبق في علمه والسد الذي جعل من بين أيديهم ومن خلفهم هو الذي سد عليهم طريق الهدى . فأخبر سبحانه عن الموانع التي منعهم بها من الإيمان ، عقوبة لهم ومثلها بأحسن تمثيل وأبلغه وذلك حال قوم قد وضعت الأغلال العريضة الواصلة إلى الأذقان في أعناقهم ، وضمت أيديهم إليها وجعلوا بين السدين ، لا يستطيعون النفوذ من بينها ، وأغشيت أبصارهم فهم لا يرون شيئا .
وإذا تأملت حال الكافر الذي عرف الحق وتبين له ثم جحده وكفر به وعاداه أعظم معاداة وجدت هذا المثل مطابقا له أتم مطابقة ، وأنه قد حيل بينه وبين الإيمان كما حيل بين هذا وبين التصرف . والله المستعان .