يقول تعالى مخبرا عن كفر فرعون ، وتمرده وطغيانه وجحوده ، في قوله:( وما رب العالمين ) ؟ وذلك أنه كان يقول لقومه:( ما علمت لكم من إله غيري ) [ القصص:38] ، ( فاستخف قومه فأطاعوه ) [ الزخرف:54] ، وكانوا يجحدون الصانع - تعالى - ويعتقدون أنه لا رب لهم سوى فرعون ، فلما قال له موسى:( إني رسول رب العالمين ) [ الزخرف:46] ، قال له:ومن هذا الذي تزعم أنه رب العالمين غيري؟ هكذا فسره علماء السلف وأئمة الخلف ، حتى قال السدي:هذه الآية كقوله تعالى:( قال فمن ربكما ياموسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ) [ طه:49 ، 50] .
ومن زعم من أهل المنطق وغيرهم; أن هذا سؤال عن الماهية ، فقد غلط; فإنه لم يكن مقرا بالصانع حتى يسأل عن الماهية ، بل كان جاحدا له بالكلية فيما يظهر ، وإن كانت الحجج والبراهين قد قامت عليه